ليبيا تتصيد المحتفلين برأس السنة الميلادية

طرابلس: وضعت بعض الأجهزة الأمنية مساء الجمعة، في حالة تأهب قصوى، ونشرت دورياتها المتحركة لمنع الاحتفالات برأس السنة الميلادية، التي تقام في الاستراحات والمزارع المنتشرة بمحيط مدينة طرابلس.

وفي اليومين الماضيين أصدرت اللجنة الشعبية العامة للأمن العام تعميماً وزع على محال بيع الحلويات و الهدايا يحظر إبراز مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد، ورأس السنة الميلادية، في حين تم تكثيف المتابعة للمحال التجارية لمنع ما يباع من بضائع تمثل مظهرا من مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة.

كما استدعت مراكز الشرطة مساء الخميس، ممثلي الشركات الأجنبية العاملة في مدينة طرابلس، لإبلاغهم بحظر استقبال الليبيين أوغير الموظفين في مقار الإقامة، بعد الساعة العاشرة من ليل اليوم الجمعة الذي يصاف نهاية العام الميلادي 2010، كما تم إخطارهم بضرورة تنظيم الاحتفال في أجواء بعيداً عن الصخب والضجيج، وفق ما أوضحه بعض ممثلي الشركات في اتصالات مع الصحيفة.

وأفاد مصدر رسمي بأن التشديد على إقامة الاحتفالات لايقصد به منع المسيحيين من احتفالاتهم أو ممارسة طقوسهم الخاصة بهذه المناسبة الدينية، بل منع الليبيين من الاحتفال برأس السنة الميلادية، التي لاتمت إلى عاداتنا وتقاليدنا أو ديننا بصلة ، فيما احتفل المسيحيون ليلة الـ 25 من ديسمبر بإحياء قداس ليلة الميلاد في مختلف الكنائس المنتشرة في ليبيا، وسط أجواء من حرية العبادة.

وعلى خلاف السنوات الماضية، لم تشهد الحدود الليبية التونسية حركتها المعتادة نهاية العام الذي يشهد موجة تدفق واسعة لليبيين الراغبين في الاحتفال بليلة رأس السنة في تونس، حيث لاحظ فريق صحيفة "أويا" الموفد إلى منفذ رأس اجدير تراجع حركة السيارات المتجهة إلى الحدود، عن السنوات الماضية وفق ما أشار إليه أعضاء الجمارك بالمنفذ.

وأشار المطران جيوفاني مارتينيلي أسقف كنيسة القديس فرانسيس في طرابلس، أشار إلى عمق التسامح الديني الذي يتمتع به الشعب الليبي المسلم، واحترامه لأديان الجاليات الأخرى المقيمة في ليبيا، مضيفاً بالقول: " أود في بداية حديثي مع وسيلة إعلام ليبية، أن أنقل انطباعاتي النابعة من تواجدي في ليبيا منذ 35 سنة... وهذه السنوات الطويلة أنتجت علاقات وطيدة مع الكثير من الليبيين، وفي الحقيقة يتسم الشعب الليبي بصفة الكرم وروح الضيافة والاحترام الكبير للدين المسيحي، فنجد مسيحيين من العراق والفلبين وكوريا وأوكرانيا وباكستان وأفريقيا وسوريا ومصر والهند وبنغلاديش، وغيرها من بلدان العالم المختلفة، يعيشون في ليبيا، ويؤدون عباداتهم وصلواتهم بكل اللغات، كذلك نصلي في أي مكان، أينما وجد المسيحيون داخل وخارج مدينة طرابلس).

ويضيف مارتينيللي : "الحمد لله.. نجد في ليبيا الاحترام الكبير للديانة المسيحية، ونؤدي كل فرائضنا وطقوسنا بحرية تامة ودون أي مشاكل تعترضنا، ورغم أننا أجانب في ليبيا غير أن تواصلنا الكبير مع المجتمع الليبي المسلم أنتج صداقات جيدة، فكلما نؤدي صلاتنا في الكنائس، تجاورنا صلوات المسلمين في المساجد، لاسيما وأننا نقوم بالصلاة يوم الجمعة، بينما يجاورنا المسلمون لأداء صلاتهم في المساجد".

ويعيش في ليبيا عشرات الآلاف من المسيحيين، العاملين في الشركات الأجنبية التي تقوم بتنفيذ مشاريع تنموية، أغلبهم من الدول الأوروبية وأميركا الشمالية، ودول جنوب شرق آسيا، وتنتشر في ليبيا خمس كنائس كاثوليكية ويونانية وكنيسة للأقباط وكنيسة اتحاد الكنائس ومقر العبادة.